Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
الناس دايمًا بتسأل: هو أنا مش بنام كويس علشان مكتئب؟ ولا أنا مكتئب علشان مش بنام؟ والحقيقة إن الإجابة مش بسيطة، لأن العلاقة بين الاكتئاب والنوم معقدة جدًا، وفيها طرفين بيأثروا في بعض بشكل دايم.
لما الشخص بيكون مكتئب، غالبًا بينام يا إما كتير جدًا، أو قليل جدًا. مفيش توازن. وده بيظهر في كذا شكل:
فيه ناس بتصحى كل شوية بالليل، تنام شوية وتقوم شوية، وده بيخلي النوم مفكك وتعبان.
وفيه ناس مش بتقدر تنام خالص، تقلب على السرير بالساعات، ويجي لها أفكار سودا في دماغها.
وفيه العكس، ناس لما تكتئب تنام بالعشرين ساعة، تهرب من الحياة بالنوم، ومبيكونش نوم مريح برضه.
ولما النوم يتلخبط، التركيز بيقل، المزاج بيبقى أوحش، والشخص يحس إنه مش قادر يقوم بأي حاجة، وده بيزود الاكتئاب أكتر… يعني دايرة مقفولة.
فيه دراسات بتقول إن اللي بيناموا أقل من 6 ساعات في اليوم على طول، بيكون عندهم فرصة أكبر يصابوا بالاكتئاب. المخ محتاج يرتاح، ولما مابيرتاحش، كيمياء الدماغ بتتلخبط، والمزاج بيتأثر، وده ممكن يدخل الشخص في حالة اكتئاب حتى لو مفيش أسباب تانية واضحة.
وفيه دراسات كمان بتقول إن قلة النوم بتأثر على إفراز السيروتونين – وده هرمون السعادة – فلما يقل، الشخص يحس بضيق وملل وحزن مش مفهوم.
آه، فيه نوع من الاكتئاب اسمه “الاكتئاب اللانمطي” زي ما اتكلمنا قبل كده، الناس اللي بيعانوا منه بيناموا فترات طويلة جدًا، بس يصحوا برضه تعبانين. النوم هنا بيكون زي هروب، مش راحة. ده غير إنهم ممكن يحسوا بثقل في الجسم، وإن كل حاجة صعبة، حتى القيام من السرير.
الموضوع مش دايمًا سهل، بس فيه شوية علامات ممكن تساعد:
لو بقيت فجأة مش عارف تنام، وبتفكر كتير في حاجات بتقلقك أو بتحزنك، وده استمر لأكتر من أسبوعين، فده ممكن يكون علامة على بداية اكتئاب.
لو بقيت تنام طول الوقت، ومش حاسس بأي دافع، وكل حاجة بقت ملهاش طعم، ده برضه ممكن يكون اكتئاب.
لو النوم عندك اتحول من حاجة مريحة لحاجة متعبة أو محبطة، يبقى لازم تراجع نفسك.
في شوية خطوات ممكن تبدأ بيها، سواء المشكلة من النوم أو من الاكتئاب:
حاول تعمل روتين نوم ثابت: نام وصحى في نفس الوقت كل يوم، حتى في الويك إند.
ابعد عن الموبايل قبل النوم بساعة: الإضاءة الزرقا بتلخبط دماغك وبتأثر على الميلاتونين (هرمون النوم).
قلل الكافيين: لو بتشرب شاي أو قهوة بالليل، ده ممكن يخليك مش عارف تنام.
مارس رياضة خفيفة: حتى المشي نص ساعة في اليوم بيحسن النوم والمزاج.
اتكلم مع حد تثق فيه: أوقات الكلام لوحده بيريّح شوية.
لو المشكلة مكملة لأكتر من أسبوعين، روح لدكتور: سواء دكتور نفسي أو طبيب عام، تقدر تاخد أول خطوة في العلاج.
فيه حالات بتتحسن بمجرد تعديل نظام النوم.
وفيه حالات تانية بتحتاج علاج نفسي، زي الجلسات العلاجية (سلوكي معرفي مثلاً)، وده بيساعد الشخص يتحكم في أفكاره اللي بتأثر على النوم.
وفيه حالات ممكن تحتاج دواء، سواء مضاد اكتئاب أو منوم بسيط مؤقتًا، لكن لازم تحت إشراف دكتور.
إنت مش لوحدك، ومش لازم تحل كل حاجة لوحدك. النوم مش رفاهية، ده أساس للصحة النفسية والجسدية. ولو اكتشفت إنك بتعاني، حاول تاخد خطوة صغيرة كل يوم. يوم هتلاقي نفسك نمت شوية أكتر، يوم تاني هتبتسم من غير سبب، ويوم كمان هتحس إنك أقوى شوية.
المهم متسكتش، ومتستناش الأمور تسوء أكتر. اللي انت فيه له تفسير، وله علاج، وله نهاية. وخد بالك من نفسك، لأنك تستاهل تبقى بخير.